أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تعيين متحدث عسكري جديد، وكشفت في الوقت نفسه عن استشهاد المتحدث السابق الذي عُرف لسنوات باسم أبو عبيدة. وكتبَت ميرا العدم أن القسام أكدت أن الاسم الحقيقي لأبو عبيدة هو حذيفة سمير الكحلوت، وأنه قُتل في غارة إسرائيلية استهدفت مدينة غزة في أغسطس الماضي، بعد أكثر من عقدين من ظهوره بوصفه الصوت العسكري الأبرز للحركة.
وذكرت ميدل إيست آي أن الإعلان جاء عبر خطاب مسجل بُث على وسائل إعلام عربية، ظهر فيه المتحدث الجديد دون الكشف عن هويته الحقيقية، مؤكداً أنه سيحمل الاسم الحركي نفسه «أبو عبيدة»، في استمرارية رمزية لدور المتحدث العسكري الذي شغل موقعاً مركزياً في خطاب القسام الإعلامي والعسكري.
الإعلان الرسمي وكشف الهوية
كشف المتحدث الجديد، للمرة الأولى رسمياً، عن هوية أبو عبيدة الحقيقية، بعدما ظلّ الكحلوت متخفياً طوال أكثر من عشرين عاماً، دون أن يظهر وجهه علناً. وقال في الخطاب إن القسام «تنعى القائد الكبير حذيفة سمير الكحلوت، أبو إبراهيم، رئيس الجهاز الإعلامي للقسام»، مشيراً إلى دوره في «إرباك العدو ورفع معنويات أنصار المقاومة». كما أشاد بما وصفه بـ«الصوت الجهوري للأمة» الذي خاطب الفلسطينيين «من قلب المعركة» في أحلك الظروف.
وأكد المتحدث أيضاً مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين، بينهم محمد السنوار، القائد السابق لكتائب القسام، الذي قُتل في مايو، إضافة إلى رائد سعد الذي لقي حتفه في وقت سابق من هذا الشهر، في إطار سلسلة اغتيالات استهدفت قيادات الصف الأول.
مسيرة المتحدث المقنّع
شكّل أبو عبيدة واحداً من أبرز الوجوه الرمزية في المشهد الفلسطيني والعربي، رغم إخفائه الدائم لملامحه خلف الكوفية الحمراء. وقدّم على مدى سنوات بيانات ميدانية وخطابات متلفزة استعرض فيها عمليات القسام، ووجّه رسائل تهديد وسخرية إلى إسرائيل، ما أكسبه حضوراً واسعاً وشعبية لافتة في العالم العربي.
ظهر للمرة الأولى متحدثاً رسمياً باسم القسام عام 2004، ثم تعزز حضوره عام 2006 حين أعلن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ولاحقاً أعلن أسر الجندي شاؤول آرون خلال حرب 2014. ومع تصاعد الحرب على غزة بعد هجوم أكتوبر 2023، ازداد تأثيره، وتحولت صورته إلى أيقونة تُستعاد في الاحتجاجات والأغاني والشعارات.
الرمزية السياسية والاستهداف الدولي
تعود جذور الكحلوت، بحسب مقابلة قديمة عام 2005، إلى عائلة هُجّرت قسراً خلال نكبة 1948 واستقرت في أحد مخيمات قطاع غزة، ما شكّل جزءاً من روايته الشخصية والسياسية. واعتمد الاسم الحركي «أبو عبيدة» خلال الانتفاضة الثانية، في إشارة يُرجح أنها تعود إلى الصحابي والقائد العسكري أبو عبيدة بن الجراح.
على مدار سنوات، حاولت إسرائيل اغتياله مراراً دون نجاح، إلى أن أعلنت مقتله في غارة أغسطس 2025. وفي أبريل 2024، فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه، ووصفتْه وزارة الخزانة الأميركية بأنه المسؤول عن «حرب المعلومات» داخل كتائب القسام، متهمة إياه بقيادة نشاط التأثير الإعلامي والرقمي.
برحيل أبو عبيدة، تطوي القسام صفحة شخصية لعبت دوراً مركزياً في صياغة خطاب المقاومة، لكنها في الوقت نفسه تحافظ على الاسم والرمزية، في إشارة إلى أن الدور الإعلامي والعسكري سيستمر، حتى مع تغيّر الأشخاص.
https://www.middleeasteye.net/news/hamas-military-wing-announces-new-spokesman-after-abu-obeida-killing

